مقالات وأراء

مولد الحبيب الهادى ، للشيخ خالد أبو عيد الهاشمى

مولد الحبيب الهادى ..
بقلم الشيخ خالد أبو عيد الهاشمى

ما أن يهل علي الأمه الإسلاميه شهر ربيع الأول فنتذكر معه نسمات ميلاد خير مولود على وجه الأرض هو: سيد البشريه محمد – صلى الله عليه وسلم –  الذي بعثه ربه رحمة للعالمين ، فبمولده – صلي الله عليه وسلم – تحققت دعوة الخليل إبراهيم وبشارة نبى الله عيسي – عليهما السلام- ،  وقد أخبر بذلك صاحب الميلاد العطر – صلي الله عليه وسلم – حيث قال: (حديث مرفوع) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى , قَالَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ , عَنِ الأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ , عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ , قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنَا عَنْ نَفْسِكَ . قَالَ : ” نَعَمْ , أَنَا دْعَوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَكَانَ آخِرَ مَنْ بَشَّرَ بِي عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ ” .  وقال تعالى : )قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) آل عمران:164.

 لقد من الله علينا بمولده الذى غير مجرى التاريخ ونقل حال الإنسان من السىء إلى الحسن ، ومن الضلال إلى الهدى ، ومن الباطل إلى الحق ، والمنهّ الثانيه هى : الإيمان بالله سبحانه وتعالي ،  قال تعالى: ( يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ). الحجرات  17. يأيها النبى قل للأعراب لا تمنوا علي بإسلامكم بل الله يمّن عليكم أن هداكم للإيمان به.
إن مولد الحبيب الهادى إطلالة للرحمة الإلهية بالنسبة للتاريخ البشري جميعه،   فلقد أشار القرأن إلي أن الاحتفال بذكري مولد الهادى البشير سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم من أعظم القربات التى يتقرب بها المسلم إلى ربه ، لأنه تعبير منه عن فرحه وحبه للنبي صلي الله عليه وسلم، فمحبة الرسول من أصول الإيمان وهي مقارِنة لمحبة الله عز وجل، وقد قرنها اللهُ بها وتَوَّعَدَ مَن قدَّم عليهما محبَّة شيء من الأمور المحبَّبة طبعًا من الأقارب والأموال والأوطان وغير ذلك، فقال تعالي (قُل إن كانَ آباؤُكم وأَبناؤُكم وإخوانُكم وأَزواجُكم وعَشِيرَتُكم وأَموالٌ اقتَرَفتُمُوها وتِجارةٌ تَخشَونَ كَسادَها ومَساكِنُ تَرضَونَها أَحَبَّ إليكم مِنَ اللهِ ورَسُولِه وجِهادٍ في سَبِيلِه فتَرَبَّصُوا حتي يَأتِيَ اللهُ بأَمرِه ) وقال صلى الله عليه وسلم ( لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) ، فالاحتفال بمولده صلي الله عليه وسلم كما قال العلماء الأجلاء هو الاحتفاء به والاحتفاء به صلي الله عليه وسلم أمر مقطوع بمشروعيته، فقد علم الله سبحانه وتعالي قدرَ نبيه فعرَّف الوجودَ بأسره باسمه وبمبعثه وبمقامه وبمكانته فالكون كله في سرور دائم وفرح مطلق بنور الله ورحمته ونعمته علي العالمين .
ومن المعلوم أن سلفنا الصالح كانوا يحتفلون بمولده صلى الله عليه وسلم منذ قرون عدة بإحياء ليلة المولد بشتي أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، كما نص جماهير العلماء سلفًا وخلفًا علي مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بَيَّنُوا بالأدلة الصحيحة استحبابَ هذا العمل بحيث لا يبقي لمَن له عقل وفهم وفكر سليم إنكار ما سلكه سلفنا الصالح من الاحتفال بهذه الذكري المباركة ، وإدخال الفرح والسرورعلى كل مسلم ومن المعلوم أن النفس البشريه مطبوعة على ما يحب ومن يحب يعشق بكل ما يتعلق بمحبوبه.
وها نحن الآن وصلنا إلى الفرقة والضعف ، وتطل علينا ذكرى مولد الهادى لنأخذ منها الدروس العظيمة والتأسي به صلي الله عليه وآله وسلم بشكر الله تعالي علي منته ومنحته بكل أنواع الشكر.
وقد سَنَّ لنا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بنفسه الشريفة جنس الشكر لله تعالي علي ميلاده الشريف فقد صح أنه كان يصوم يوم الاثنين ويقول(ذلكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه) رواه مسلم.

اظهر المزيد

admin

مجلس إدارة الجريدة الدكتور أحمد رمضان الشيخ محمد القطاوي رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) تليفون (phone) : 01008222553  فيس بوك (Facebook): https://www.facebook.com/Dr.Ahmed.Ramadn تويتر (Twitter): https://twitter.com/DRAhmad_Ramadan الأستاذ محمد القطاوي: المدير العام ومسئول الدعم الفني بالجريدة. الحاصل علي دورات كثيرة في الدعم الفني والهندسي للمواقع وإنشاء المواقع وحاصل علي الليسانس من جامعة الأزهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »
error: Content is protected !!